نصرة النوبي: أيقونة التمريض القطري وإرث من العطاء
في سجل العطاء الوطني، يسطع اسم السيدة نصرة بنت فرج النوبي، أول ممرضة قطرية رسمت فصولاً من الإلهام والتفاني في خدمة وطنها.
رحلة هذه الرائدة، التي انطلقت من شغف مبكر بمهنة التمريض في ربوع الغرافة، امتدت لعقود، تاركة إرثا خالدا في القطاع الصحي.
ومؤخراً، ودعت قطر هذه القامة الوطنية في السادس والعشرين من أكتوبر 2023.
وفيما يلي نستعرض أبرز محطات مسيرتها العامرة:
- نشأة وشغف مبكر
وُلدت نصرة في الخمسينيات بمنطقة الغرافة، وشغفها بالتمريض بزغ نجمه باكراً.
تعلمت أصول المهنة ذاتياً، مدفوعةً بحب القراءة والاستكشاف، حتى أن ألعاب طفولتها، كما ذكرت رحمها الله، كانت كلها تدور حول التمريض.
- انطلاقة مهنية متميزة
عام 1969، كان بمثابة نقطة تحول، حيث التحقت نصرة بأول دورة تمريض رسمية بمستشفى الرميلة.
تفوقها اللافت وحصولها على المركز الأول جعلها حديث الصحافة المحلية آنذاك، لتنطلق مسيرتها المهنية كأول ممرضة قطرية، وهو ما يُعد إنجازاً كبيراً في تلك الحقبة.
- تطوير وتدرج وظيفي
لم تتوقف طموحاتها، ففي عام 1976، شدّت الرحال إلى إيرلندا لصقل خبراتها.
وعند عودتها، تبوأت منصب رئيسة قسم الحروق بمستشفى الرميلة، ثم ترقت لتصبح مسؤولة عن إدارة المستشفى الذي كان يُعنى بشكل رئيسي برعاية كبار السن وذوي الإعاقة.
- مواقف إنسانية خالدة
من بين المواقف التي لا تُنسى في مسيرتها، حريق مصنع الحديد والصلب عام 1977، حيث شهدت تفحم جثث العديد من العاملين.
هذا الحدث الأليم أظهر مدى صلابتها والتزامها الإنساني والمهني في مقتبل طريقها.
- إرث وتكريم
على مدار 47 عاماً من العطاء المتواصل، لم تكتفِ نصرة بالتعلم، بل أضاءت الدرب وعلّمت وألهمت أجيالاً من بنات قطر لدخول مجال التمريض.
تُوّجت هذه المسيرة الحافلة بعدة جوائز مرموقة، كان أبرزها جائزة رفيدة بنت كعب الأنصارية، شاهداً على إسهاماتها الجليلة.
رحم الله الفقيدة وأسكنها فسيح جناته.